الخميس، 25 ديسمبر 2008

قوم طالبان

أنا لست كاتبة أو صحافية، ولم أكمل حتى دراستي الجامعية، ولم أمارس العمل إلا لسنة دراسية مدرّسة في مدرسة ابتدائية، انشغلت بالأبناء الصغار ثم بالأب والأم الكبار، فكبر الصغار وتوفى الله الكبار، لهم الرحمة والغفران. بدأت أحس بأنني في سبات، القوم يسحبون منا البساط، اليوم منعت من تجديد الجواز، وغدا أُمنع من السفر للسياحة والعلاج. اليوم جسدي وشعري من العورات، وغدا أسجن بين أربعة جدران. اليوم مُنع ابني من دخول المجمعات، وغدا تُقفل في وجهه دور السينما.

اليوم مُنعت حفيدتي من الاختلاط، وغدا يُحرم على ابنتي قيادة السيارات. قوم طالبان، المرأة في شبابها عندهم تهان باليد والنعال واللسان، وفي كبرها تحترم وتُقبّل يدها ليل نهار، خوفا من دخول النار. قوم يرون أن الزوجة لن تدخل الجنة حتى تكون لزوجها عبدة، هؤلاء من يسحبون البساط فإذا لم نثبّت أقدامنا بقوة على سطح هذا البساط سنصبح يوما في سجن قوم طالبان.

مقال ولا أروع منه خطته أنامل السيدة الفاضلة : / في جريدة الصوت بتاريخ ٢٦/١٢/٢٠٠٨

ليست هناك تعليقات: